الجريدة | حاتم الطالبي
أصدرت المحكمة الابتدائية بطنجة، يومه الأربعاء 25 دجنبر الجاري، حكمًا علنيًا وحضوريًا في الدعوى العمومية، يقضي بإدانة المتهمتين الرئيسيتين “يسرى.م” و”كريمة.غ”، بالسجن خمس سنوات نافذة لكل منهما، مع غرامة مالية نافذة قدرها 5000 درهم. ويعد هذا القرار القضائي خطوة نحو طي إحدى أكبر القضايا التي أثارت اهتمام الرأي العام الوطني.
وفيما يخص الدعوى المدنية، تم تأجيل النطق بالحكم على الرغم من جاهزيتها، وذلك بسبب كثرة القضايا المطروحة، وقد حُدد موعد لاحق لتمكين الأطراف المعنية من الاطلاع على الحكم عبر التطبيقات الخاصة بالمحكمة أو من خلال وكلائهم في كتابة الضبط، ابتداءً من يوم الاثنين المقبل.
وتعود وقائع القضية إلى نشاط “مجموعة الخير”، التي تأسست بمدينة طنجة عام 2022، والتي اعتُبرت من أكبر قضايا النصب والاحتيال التي شهدها المغرب، اعتمدت المجموعة على نظام هرمي احتيالي لاستدراج آلاف الضحايا، بوعدهم بتحقيق أرباح مالية كبيرة مقابل مساهماتهم المالية وجلب مشاركين جدد.
وقد تابع قاضي التحقيق بالغرفة الجنحية المتهمتين بتهم متعددة، أبرزها: “النصب، واحتراف تلقي الأموال من الجمهور، والقيام بعمليات استثمار دون ترخيص قانوني، وتحويل الأموال بطرق غير مشروعة، واستغلال ضعف وجهل المستهلكين، وإغواؤهم بوعد أرباح ناجمة عن زيادة هندسية في عدد المشتركين، وتصدير الأموال دون ترخيص، والقيام بعمليات صرف دون إذن من مدير المالية، وعرض وبيع عملة مشفرة بديلة للعملات القانونية، وخيانة الأمانة”، وفق ما ورد في قرار الإحالة.
شهدت جلسات المحاكمة، التي استغرقت يومين، أحداثًا مثيرة واعترافات وُصفت بـ”الصادمة”، إلى جانب ملاسنات حادة بين الأطراف. كما شهدت الجلسة حالات إغماء وانهيار بين المتهمين، خاصة أثناء استجوابهم بأسئلة دقيقة حول ملابسات الواقعة.