الجريدة | يوسف المنصوري
كرة القدم ليست مجرد لعبة، إنها مرآة تعكس القيم والأخلاق في المجتمع، حيث تعتبر فيها الأخلاق مكونًا أساسيًا في كل جانب من جوانب اللعبة، سواء تعلق الأمر باللاعبين، المدربين، أو حتى الجماهير، دون الحديث عن الاتحادات الكروية والتصور الحكومي الرياضي داخل الدول.
واقعة مطار بومدين مناسبة حديثة “شاذة” نقف فيها على حجم الحقد الذي يوليه حكام الجزائر ضد وحدتنا الترابية وخريطة مغربنا الواحد المستقر الآمن، والتي صنعوا منها حسب هذه القضية وهماً من صنع خيالهم يروجون له داخلياً على أن الخريطة المغربية أصبحت العدو الأول لمخططاتهم وقناعاتهم الموهومة.
هذه الواقعة الجبانة التي تشوه مضمون القوانين الكروية وتنتقص من الأعراف الانسانية، تعتبر خرقاً سافراً للاتفاقيات الدولية والقارية للاتحادات الرياضية، وتعيد اقليمنا المغاربي الى سنوات الجهل والتخلف والظلم وعسكرة كل ما هو جميل في رياضة كرة القدم، ولا محالة أن الحادثة ستترك ما ستتركه من بصمات تشوه عالم الأخلاق الرياضية بقارتنا السمراء، التي حاول المغرب جاهداً أن يسوقها في أجمل حلة بأكبر التظاهرات الكروية العالمية “كأس العالم” والتي تم تنظيمها مؤخراً بدولة قطر، وتركت ارتسامات عالمية لملاحم تاريخية كان بطلها الافريقي هو المغرب الذي احتل فيها الصف الرابع.
في الجزائر لوحدها، صارت كرة القدم ملعبا للسياسة والخبث الديبلوماسي، فالنظام العسكري هناك بلغ به الإفلاس حد احتجاز مكونات فريق “نهضة بركان” المغربي والذي جاء لزيارة بلد شقيق قصد منافستهم في الرياضة، بعدما مني “تبون” وعسكره بهزائم تاريخية على جميع الأصعدة والمجالات أبرزها السياسية والديبلوماسية.
لا يتوانى العسكر دائما في استغلال كل الأحداث والمناورات وغالبا بدون حق، لمصلحة حشد الدعم للجبهة الوهمية “البوليزاريو” باستعمال الأموال على حساب الشعب الجزائري الشقيق الذي يتخبط في الفقر والبطالة وقلة البنيات التحتية الرياضية، واظهارهم على صورة الضحية المساندة لحقوق الانسان.
خريطة المغرب الخفاقة بكامل وحدتها وأقاليمها على قميص فريق بركان المغربي، جعلتهم يخرجون عن ذات صوابهم واستشاط غضبهم على طاقم الفريق الذي تمت مصادرة أقمصته وشبابه الى أجل كان قريباً جاء معه انتصار آخر ينضاف لخزينة الانتصارات التي تبنى على الحق والقانون الافريقي الذي يسري على الجميع بما هو متعارف عليه ومكفول قانونيا ودوليا.
لعل الرسالة المشفرة قد وصلتكم وحرقت أصابعكم الملوثة، وأكيد أنكم تقرؤون جيدا ما تخطه كل أقلام المغرب الحرة وانتصاراته الديبلوماسية وانجازات حكامه وتألق شعبه في الدفاع عن الوطن ووحدة جميع ترابه من طنجة الى الكويرة، فما حققته بركان من انتصار هو نموذج صغير جدا لما يمكن أن يتحقق على عدة مستويات، لم ولن نفرط في حبة رمل من صحرائنا المغربية ما دامت الحياة فينا، وستظل راية المغرب خفاقة في قلوبنا قبل كل المحافل دون القبول بأي مساومة أو مزايدة صبيانية خبيثة..
كل التضامن مع فريقنا البركاني بكل مكوناته.