الجريدة | عمر احمو
في كثير من الأحيان يحدث أن نقترب من ملامسة الذهب، مع كرة العرب والأفارقة حتى يفاجأ الجميع بانهيار كل شيء في الأمتار الأخيرة؟ وفي كل مرة يحدث هذا ندرك أن المشكلة لم تكن في الفوارق الفردية، ولا في الإمكانات، وإنما ما يحول بيننا وبين حصد اللقب وتقبيل الذهب هو غياب الإيمان بأنفسنا والتشكيك في قدرتنا على مقارعة عمالقة أوربا وكبار المستديرة، وكلما اتسعت المسافة بيننا وبينهم في أذهاننا، اتسعت على أرض الواقع.
وكان كسر هذا الاعتقاد أول ما يحاول أي ناخب يتسلم الكتيبة الوطنية فعله، ولا غرابة في فشل معظمهم في تحقيق ذلك، إذ إن الأمر في حقيقته مباراة ذهنية ضد منافس صعب، مباراة مغلقة ضد خصم يتغذى بالخوف وضعف الإيمان، وللأسف فالرقعة العربية والإفريقية توفر له هذا الغذاء بكميات هائلة، بيد أن دوام الحال من المحال.
ويعتبر قدوم وليد الركراكي للمنتخب الوطني منطلق الأمل ومبعث التفاؤل إذ أخيرا ظهر أحدهم على الساحة الكروية يعرف مكامن الخلل ولديه الحلول الناجعة لها، واستطاع اتباث ذلك في كأس العالم بقطر، حيث جعل الحلم ممكنا، وجعل المغاربة تزحف إلى قطر زحفا، وأطلق عنان العرب في التشبث بالبطولة، ولم يكتف بذلك فقط بل غرس في نفوس أسود الأطلس روح الانتصار أمام الكبار، وحطم الهيمنة الأوروبية على الأحلام الكروية، وجعلها في يد من جد واجتهد وكافح، أسدل كأس العالم ستاره وفاز المنتخب الوطني بقيمة أسمى تُسمى الحلم، لم يكن ليفوز بها لولا مهارة رأس الأفوكادو الذي آمن بحظوظ مجموعته.
في قانون عالم المستديرة لا تضيع وقتك في الاحتفال بما أنجزته لأن غيرك يستعد لنزع اللقب القادم بين عينيك، وهو الأمر الذي يعرفه الركراكي حق المعرفة، وعلى هذه المعرفة حشد كتيبته ورحل إلى كوت ديفوار استعدادا لفك العقدة التي طاولت الكرة المغربية منذ سنوات طويلة، وذلك بالتتويج بلقب كأس أمم أفريقيا القادمة التي تستضيفها ساحل العاج في قادم الأيام
وكان من الجميل أن روح الانتصار انتقلت بالعدوى، من الراكراكي إلى الكتيبة الركراكية ومن اللاعبين إلى الجمهور المغربي، فأصبح الآن الجمهور المغربي صغيرا وكبيرا رجالا ونساء على ثقة أن أسود الأطلس سيقفو بكل كبرياء وشموخ، ويبصموا بصمتهم التاريخية في كأس أمم أفريقيا كما فعلوا في كأس العالم ولما لا التتويج باللقب فكل المؤشرات تصب نحو ذلك.