متابعة | حاتم الطالبي
خضع المستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة خلال الأسابيع المنصرمة لعملية تطوير شملت عددا من مرافقه الحيوية، وذلك بالتوازي مع انطلاق عمل المجموعة الصحية الترابية (GST) لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة ابتداء من فاتح أكتوبر الماضي. ويأتي هذا التحديث في إطار مخطط يرمي إلى تحسين جودة الخدمات العلاجية وتوفير بيئة استقبال وعناية أكثر فعالية للمرضى والمرتفقين.
وكشف مسؤول طبي لموقع “الجريدة”، أن أبرز مظاهر هذا التحسن برزت في مصلحة المستعجلات، حيث تم تعزيز الطاقم الطبي بالتحاق عدد من الأطباء المقيمين القادمين من المركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس (CHU). هذا الدعم الجديد ساهم في سد الخصاص الذي كانت تعاني منه المصلحة، والحد من ظاهرة الاكتظاظ، إضافة إلى تسريع وتيرة التدخلات الطبية والاستجابة لمتطلبات المرضى والمرتفقين بشكل أفضل.
كما عرفت مصلحة الولادة بالمستشفى تطورا ملحوظا، إذ باتت تستقبل عددا متزايدا من النساء الحوامل، مع تسجيل ارتفاع في عدد العمليات القيصرية التي تُجرى في ظروف تنظيمية وطبية تحترم معايير الجودة والسلامة. وقد مكن هذا التحسن من تقديم خدمات أكثر لياقة بالمرفق الصحي الجهوي، وتسهيل المسار العلاجي للنساء الحوامل سواء في الاستشارات الطبية أو أثناء الولادة.
إلى جانب ذلك، أكد المصدر ذاته، أن قسم جراحة العظام والمفاصل عرف ارتفاعا متزايدا في عدد العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما كان يعرف سابقا محدودية في حجم التدخلات بسبب النقص في الموارد البشرية والضغط على البنيات الجراحية. هذا التطور جاء نتيجة تعزيز الطاقم الطبي وتمكين القسم من ظروف عمل أكثر تنظيما، مما أتاح إجراء عمليات معقدة بوتيرة أعلى وضمان ولوج المرضى إلى الخدمات الجراحية في آجال أقصر، الأمر الذي انعكس إيجابا على مؤشرات التكفل بالحالات العاجلة والمستعصية داخل المستشفى.
ويعكس هذا الحراك الجديد دينامية يسعى من خلالها القطاع الصحي بالجهة إلى تعزيز العرض الصحي، وتجويد الخدمات المقدمة للمواطنين، بما يتماشى مع الإصلاحات الجارية على المستوى الوطني في أفق تحقيق نظام صحي أكثر فعالية وإنصافا.