متابعة | يوسف المنصوري
يواصل الفنان المغربي محمد المهدي الدهدوه خطه الفني المتميز في تجديد وتقديم الفن الأندلسي بروح معاصرة، حيث حققت آخر إبداعاته الغنائية “لما بدا منك القبول” صدى واسعًا لدى عشاق هذا اللون الموسيقي الأصيل، وأعادت إلى الأذهان عبق الأندلس ودفء النغمة المغربية العريقة.
ويعد الدهدوه من الأسماء التي بصمت الساحة الفنية بمشاريع موسيقية تعكس شغفه الكبير بهذا الموروث، إذ استطاع أن ينهل من معين الأندلسيات، وينتج أعمالًا خالدة لاقت إعجابًا من جمهور واسع داخل المغرب وخارجه ،وقد سبق له أن أبدع في عدد من القطع التي حملت بصمته الخاصة، ونجح في المزج بين الوفاء للأصل والانفتاح على تجديد الأداء والتوزيع.
وتأتي أغنيته الجديدة كتتويج لمسار فني متصاعد، يؤكد من خلاله الدهدوه حرصه على صون هذا التراث الغنائي، وجعله أكثر قربًا من الأجيال الجديدة، دون المساس بقدسيته أو تفصيله الدقيق ، ويشار إلى أن العمل الجديد تميز بتوزيع موسيقي راق ، وأداء متزن يعكس عمق التكوين الفني للفنان، كما حظي بإشادة من فنانين ونقاد وجمهور الطرب الأصيل.
في زمن يغلب عليه الطابع التجاري للموسيقى، يختار محمد المهدي الدهدوه السباحة عكس التيار، حاملاً مشعل الفن الأصيل، ومؤمنًا برسالة فنية تتجاوز الترفيه لتلامس الجمال، والهوية، والذاكرة الجماعية للمغاربة.