الجريدة | هاجر العنبارو
تستمر التحركات الدبلوماسية في إطار القضية الصحراوية خلال شهر أكتوبر، حيث قدم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، مساء امس الثلاثاء، تقريرًا عن جهوده لإحياء العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة لحل النزاع، اذ يُنتظر أن يُقدّم الدبلوماسي الإيطالي-السويدي إحاطة رسمية أمام مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء.
وقدّم دي ميستورا تقريرًا مفصلًا للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يستعرض فيه محاولاته الأخيرة لاستئناف المحادثات بين الأطراف الأربعة المعنية بالنزاع، وهي المغرب، الجزائر، موريتانيا، وجبهة البوليساريو. وتتمثل المهمة الأساسية لدي ميستورا في إعادة إحياء المفاوضات التي تُجرى بصيغة “موائد مستديرة”، حيث يُدعى جميع الأطراف للتفاوض المباشر بهدف إيجاد حل مشترك للنزاع.
رغم مرور ثلاث سنوات على تولي دي ميستورا مهامه، لم تنجح جهوده حتى الآن في إقناع الجزائر بالعودة إلى طاولة المفاوضات، حيث تُعتبر الجزائر الطرف الوحيد الذي يرفض العودة إلى “الموائد المستديرة”، حيث تدعو بدلًا من ذلك إلى مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، متجنبة دورها التاريخي ومسؤوليتها في النزاع، كونها الدولة التي تؤوي الجبهة الانفصالية وتمولها.
ومن المقرر أن يقدم دي ميستورا يوم الأربعاء إحاطة لأعضاء مجلس الأمن الدولي، تشمل أحدث المستجدات الميدانية والدبلوماسية حول الصحراء المغربية، وكان قد أجرى في سبتمبر اجتماعات مكثفة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة مع ممثلي الدول الأربعة المعنية بالنزاع، كما قام بزيارة مخيمات تندوف للقاء زعيم البوليساريو إبراهيم غالي في أوائل أكتوبر.
وتتجه الأنظار الآن إلى مجلس الأمن، الذي سيناقش يوم 16 أكتوبر تقرير أنطونيو غوتيريش حول الوضع في الصحراء، تمهيدًا لاعتماد قرار جديد في 30 أكتوبر يمدد ولاية بعثة الأمم المتحدة “مينورسو” لمدة عام آخر حتى 31 أكتوبر 2025، بهدف مراقبة وقف إطلاق النار وضمان الاستقرار في المنطقة.